هل هناك أفلام «قذرة» وأفلام ...«نظيفة»؟
Posted by top_mozaique,
samedi 20 novembre 2010
,
in
Actualité
المتفرّج على فيلم «الدّوّاحة» لرجاء لعماري وهو ثاني فيلم طويل في رصيد هذه المخرجة التّونسيّة الشّابّة المقيمة بالمهجر بعد شريطها الأوّل «السّتار الأحمر» سيلاحظ أنّها واصلت من خلاله - وكما في فيلمها الأوّل - على طريق الانتصار المطلق للمرأة العربيّة وحقّها في أن تمارس حريّتها وأن «تتصرّف» كيفما يحلو لها في جسدها ووقتها وأن تعتنق ما تشاء من الأفكار وأن تتنصّل بالكامل من كلّ موروث أخلاقيّ أو اجتماعيّ أو أسريّ تقليديّ لا تراه يخدم مسألة «تحرّرها» وتحقيق ذاتها وكيانها ... ففي فيلمها الثّاني «الدّوّاحة» نراها تنادي سينمائيّا - تماما مثلما فعلت في
فيلمها الأوّل «السّتار الأحمر» - بضرورة أن تتحرّر المرأة العربيّة من كلّ كبت جنسيّ أو أخلاقيّ أو اجتماعيّ اذا ما كانت تريد لنفسها أن تخرج من دائرة التّهميش الاجتماعيّ وأن تنطلق في دنيا العيش الحرّ والكريم
المخرجة رجاء لعماري - ومن أجل بلورة هذا المعنى سينمائيّا - لم تردّد في تضمين فيلمها «الدّوّاحة» بمشاهد جنسيّة جريئة وصفت من طرف بعض النّقّاد والجمهور بأنّها قذرة و فاضحة ومقزّزة
"آخر ديسمبر" ... لا شيء غير الجنس
أمّا المخرج معزّ كمّون فانّه بدوره - ومن خلال فيلمه الطّويل الثّاني - «آخر ديسمبر» بعد فيلمه الأوّل «كلمة رجال» المأخوذ عن رواية «برومسبور» للكاتب والرّوائيّ حسن بن عثمان لم يفعل سوى أنّه أعلن - مرّة أخرى - انحيازه للتّمرّد الأخلاقيّ ... تمرّد الفتاة والمرأة على كلّ أشكال «المعوقات» الأسريّة والاجتماعيّة الّتي يمكن أن تحول دون تحقيق تجربتها الشّخصيّة والفرديّة في أن تعشق وأن تحبّ وأن تختار من تعاشر ومن تصاحب ... حتّى ولو كلّفها ذلك الاستهتار بكلّ أشكال الموروث الاجتماعيّ الّذي يحكم منطق العلاقات داخل اطار المجتمعات الرّيفيّة والقرويّة الصّغيرة والمضيّقة مثل مسألة «تقديس» معطى العذريّة لدى الفتاة الشابّة
«آخر ساعة» ... هاجس الأفلام «النّظيفة»
أخيرا قد يجوز القول - وبكثير من الاطمئنان - أنّ المخرج عليّ العبيدي هو - بالمقابل - أحد السّينمائيّين التّونسيّين القلائل الّذين لديهم هاجس «النّظافة» بالمعنى الحضاريّ والاجتماعيّ والثّقافيّ - ولا نقول الأخلاقيّ - في الخطاب الابداعيّ السّينمائيّ ... فالرّجل - وعلى الرّغم من كلّ الاختلاف حول القيمة الفنيّة والابداعيّة لمجمل أفلامه - فانّه ومن خلال أشرطته الطّويلة الأربعة «برق اللّيل» و»الرّديّف» و»اللّمبارة» و» السّاعة الأخيرة» ظلّ خطابه السّينمائيّ بمنأى عن كلّ أشكال المراهنة الغبيّة على الاثارة و «القذارة» في معانيها السّينمائيّة والثّقافيّة المختلفة ... ففي فيلمه الأخير»آخر ساعة» - مثلا - عمل كعادته على أن يكون «عضويّا» و «مناضلا» فهو يقارب قضايا الفساد والاستغلال في مظاهره المختلفة داخل المجتمع التّونسيّ الآن وهنا ويحاول أن يكتب «شهادته» التّاريخيّة على هذا الواقع الاجتماعيّ بقدر من رهافة الحسّ والفنيّة السّينمائيّة ...
مرّة أخرى ... هل يمكن القول - ومن خلال هذه الأفلام الثّلاثة - بأنّ هناك أفلاما «نظيفة» وأخرى «قذرة» في السّينما التّونسيّة ؟ الاجابة لا يمكن الاّ أن تكون ب»نعم» ... وهذه «النّعم» ستكون أكبر وأوضح اذا ما أتينا على ذكر نماذج أخرى لأفلام تونسيّة من طينة أفلام المخرجة نادية الفاني - على سبيل الذّكر لا الحصر -
محسن الزّغلامي
Vous aimerez peut-être: Actualité
0
commentaires
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)

