this site
هيئة الإفريقي في مأزق: الركائز يماطلون والشبان قد لا يصمدون



بالكاد تنتهي المشاكل في النادي الإفريقي حتى تطفو على السطح من جديد فالهزّات التي عرفها الفريق هذا الموسم جعلته يمر بمطبات عديدة كانت توحي في كل مرة بإمكانية أن يؤثر كل ذلك في نتائج الأحمر والأبيض ويشهد نسقا تنازليا يقربه من المنطقة الحمراء لكن ما يحسب لهذه القلعة قوة شخصية اللاعبين الذين يستمدون الدعم من اسم الإفريقي وعراقته التي تواصلت على امتداد ما يقارب قرنا من الزمن وهو ما يولد في أنفسهم إلهاما خفيا في قيمة القميص الذي يتقمصونه.. ومن جماهير أثبتت ولا تزال أنها تعشق الإفريقي فقط..


المشكلة هذه المرّة تبدو عميقة لأنها لا تتعلق بمجرد أخطاء فنية أو نتائج سلبية قد تنتهي بتغيير مدرب أو بتحسن الأداء بمرور الوقت بل إن الأمر يتعلق بمكونات الفريق ونعني بهم اللاعبون فهو مهدد بفقدان عدد منهم إما بسبب نهاية عقود البعض أو بسبب غموض مستقبل بعض الشبان.
الفريق مهدد بفقدان ركائزه
ما لا يقل عن سبعة لاعبين من الإفريقي تنتهي عقودهم بنهاية شهر جوان المقبل وهم يمثلون ركائز الفريق خاصة أن القائمة تضم أسماء في قيمة خالد السويسي وعادل النفزي وألاكسيس وأنيس بوجلبان وبلال العيفة ونور حضرية وزهير الذوادي.
أسماء تمثل عماد الفريق الأحمر والأبيض في هذا الموسم والأكيد أن اجتماعها قد يكون قوة ضغط على الهيئة المطالبة بمعالجة هذا الملف الشائك خاصة في هذا الظرف الحسّاس لأن عدم اتضاح الرؤى بالنسبة للاعبين قد يؤثر في مردودهم ويصبح التفكير في المستقبل طاغيا على الأداء وهذا ما قد يكون وقعه وأثره سلبيا على نتائج الفريق في الوقت الذي تدرك فيه المنافسات على الصعيد المحلي منعرجا حاسما ويخوض إيابا أكثر من صعب في دوري أبطال إفريقيا.
في هذا الإطار يمكن أن نقول إن الأمر بالنسبة للكامروني ألاكسيس بات واضحا وربما لن نجدهُ في الإفريقي الموسم المقبل نظرا لرفضه التجديد أمام تباعد وجهات النظر بينه وبين الهيئة والأسباب مالية بحتة ويبقى الأمل في إقناع بقية اللاعبين بالتجديد وقد يحدث ذلك بتدخل أسماء عادة ما تعودت على إنقاذ الإفريقي.
فرار محتمل
غياب القبضة الحديدية يهدد شبان الإفريقي أو لنقل من يمثلون مستقبل النادي فهم يسمعون ويشاهدون كيف تتعامل الهيئة الحالية مع بقية اللاعبين وقد يفكرون في الهروب من ذلك الجحيم الحقيقة أن سوء التعامل مع الشبان ليس بالأمر الجديد ويذكر الجميع ما حصل مع بلال العيفة الذي كان قريبا من مغادرة الحديقة «أ» في وقت من الأوقات ولم يصمد أمام الإغراءات الخارجية بعد التألق مع منتخب الأصاغر في كأس العالم 2007..
السيناريو قد يعيد نفسه الآن مع نفس اللاعب ولكن الإغراءات هذه المرة قد تكون من أندية محلية وقد يكون العيفة أمضى عقدا أوليا مع فريق كبير بدعم من زملائه الذين لعبوا سابقا في ذلك الفريق، وهيئة الإفريقي نائمة في العسل.
نور حضرية بات هو الآخر هدفا لفريق تونسي كبير من العاصمة بوساطة من شخص له فضل كبير على بروز نور حضرية في وقت من الأوقات وهنا يتواصل مسلسل اغتيال المواهب إذا ما تم فعلا التفويت في أسماء تعتبر براءة اختراع خاصة باسم الإفريقي والحقيقة أنّ تهميش الشبان في الإفريقي برز جليا في هذا الموسم من خلال ما جرى مع المدافع الشاب مهدي الرصايصي الذي انتقل إلى أهلي بن غازي قبل أن تسترجعه هيئة كمال إيدير وهو نفس الشيء بالنسبة للشاب ابراهيم بن نصر.
إدارة الإفريقي يبدو أنها تسير بخطى ثابتة نحو تكرار سيناريو الأخطاء الثابتة بعد التفريط في المثلوثي والعكايشي ووليد الهيشري وبرهان غنام وغيرهم...
مأزق حقيقي
هيئة الإفريقي يبدو أنها في مأزق حقيقي لأنها وحدها تتحمل مسؤولية ما قد يحصل وحالة التفريغ الرهيب التي قد تصيب الفريق في الموسم المقبل لأن مسألة تجديد العقود ستتطلب مبالغ مالية طائلة ستكون الإدارة مطالبة بتوفيرها من أجل ضمان بقاء بعض الأسماء الذين ارتفعت قيمتهم المادية وقد ازداد الأمر تعقيدا بسبب ضبابية المشهد على مستوى دفة التسيير في الوقت الذي يلوّح فيه كمال إيدير بالانسحاب في كل مناسبة..
مهندس كل ما حصل في الإفريقي والممسك بملف تجديد العقود هو مهدي ميلاد اتصلنا به بحثا للتوضيح حول كل هذه المسائل فلم نتحصل عليه ويبدو أن هاتفه الجوال خارج الخدمة ونتمنى أن يتمكن من إقناع جماهير الإفريقي بسداد رأيه وسياسة التقشف التي يتبعها عندما يشتد الحساب.
خالد السويسي: سأجد صيغة توافق مع فريقي قريبا
بالنسبة لي أرغب في البقاء في النادي الإفريقي ولا أفكر في ترك النادي الذي ترعرعت وكبرت فيه ولكن بخصوص مشكلة عدم تجديد العقد فإن الأمر يتعلق ببعض التفاصيل العالقة بيني وبين هيئة الإفريقي ومن حقي أنا أيضا أن أضمن حقي كلاعب وبصفة عامة أعتقد أننا سنجد أرضية توافق قريبا ولا يبدو أننا سنختلف في وجهات النظر لعدة اعتبارات منها مصلحتي ومصلحة النادي والأمر لا يتعلق بظاهرة في الإفريقي لكن المصادفة هي التي جعلت عديد اللاعبين يشتركون في هذه النقطة بالذات وهي نهاية العقد.
زين العابدين الوسلاتي: لن نفرّط في أي لاعب باستثناء ألاكسيس
أعتقد أن المشكلة تفاعلت في هذه الفترة بصفة لافتة ذلك لأننا أجلنا حسم موضوع تجديد عقود بعض اللاعبين إلى وقت لاحق بحكم التزامات الفريق على عدة واجهات، وبعد أن ننتهي من مباراة الإياب أمام شبيبة القبائل سنعيد فتح الملف من جديد وأؤكد أننا سائرون نحو تجديد عقود كل اللاعبين باستثناء ألاكسيس الذي لم نجد معه صيغة توافقية بسبب تباعد وجهات النظر بيننا وبينه..
أما بالنسبة للحديث الذي يدور عن إمكانية التفريط في بعض اللاعبين الشبان مثل نور حضرية وبلال العيفة فنحن لا علم لنا حاليا بالموضوع ونشير في هذا الإطار إلى وجود عقد معنوي بيننا وبين بقية الأندية الكبرى في تونس لكي نحترم بعضنا البعض ولا يدخل أي فريق في التفاوض مع لاعب على ذمة الفريق الآخر.. وبالنسبة لحضرية والعيفة فهما يمثلان إنتاجا صرفا للإفريقي ولا يمكننا التفريط فيهما بهذه السهولة.
تحقيق: محمد الهمامي
جمهور الإفريقي: الهيئة المديرة وراء الإشكالية الكبيرة
الجماهير الغفيرة للنادي الإفريقي والتي فاقت كل التوقعات بل إن بعض الإحصائيات تشير إلى أنها ناهزت المليون ومائة ألف محب... أصبحت بدورها تتذمر من الوضعية الضبابية لبعض اللاعبين الذين تأخرت عملية تجديد عقودهم على غرار بلال العيفة ونور حضرية وخالد السويسي وأنيس بوجلبان وعادل النفزي وزهير الذوادي.
«الشروق» رصدت اراء ثلاثة من عشاق الأحمر والأبيض فكانت كالتالي:
منجي النفاتي: تقصير واضح من الهيئة في عدم تجديد العقود...
«مسألة عدم تجديد العقود تتحملها الهيئة المديرة فحسب فعوض أن تعجل بتجديد العقود ارتأت الاعتماد على لاعب غير منضبط مثل أسامة السلامي الذي لم يعد بإمكانه تقديم الإضافة للفريق بل إن أسلوبه في اللعب أكل عليه الدهر وشرب لذلك أحمل المسؤولية كاملة للهيئة المديرة وكذلك للجنة التي تتابع اللاعبين والمتكونة من القدماء الذين يتمتعون بالدراية الكافية لتقييم حاجيات الفريق وبالإضافة إلى تجديد العقود فإن المدرب بدوره بقي نقطة استفهام تؤرق عشاق الإفريقي».
صابر بالي: الهيئة افتقدت إلى الحلول العاجلة...
«أظنّ أن مسألة تجديد العقود تعود أساسا إلى التقصير الواضح من الهيئة المديرة للفريق إذ كانت مطالبة بإيجاد الحلول العاجلة لتجاوز هذه الإشكالات التي قد تعرقل مسيرة الفريق في طريقه نحو التتويج بالألقاب علما أن القائمة الخاصة بتجديد العقود تضم أبرز اللاعبين الموجودين في صلب النادي الإفريقي».
مراد بن مختار: الهيئة تفتقد إلى الاحترافية منذ عدة سنوات
«أعتقد أن هيئة النادي الإفريقي تفتقد إلى الاحترافية في معاملتها للاعبين إذ كان من الأجدر إعلام اللاعب قبل عام على الأقل من انتهاء العقد الذي يربطه بالفريق وحتى في صورة تراجع مردود اللاعب فإن الهيئة المديرة مطالبة أيضا بإبلاغه حتى يبحث عن فريق آخر خاصة وأننا في عهد الاحتراف لذلك أجزم أن هيئة الإفريقي تتعامل بطريقة غير احترافية منذ عدة سنوات وهو ما انعكس سلبا على النتائج الفنية للفريق بالرغم من أن الرصيد البشري الذي بحوزة الإفريقي كان استثماره في الحصول على لقبين في الموسم الرياضي الواحد لذلك المسؤولية تتحملها الهيئة فحسب».
سامي حمّاني
0 commentaires

Enregistrer un commentaire

هل ترغب في التعليق؟

Nombre total de pages vues

Slideshow

compteur gratuit

الجديد

Blogger

مختارات

Followers

الأكثر مشاهدة