this site
ماهر الكنزاري لـ «الشروق»: لن ننتظر «الدربي» للفوز بالبطولة

جاءت النتائج الايجابية الأخيرة للترجي لتبرز الفريق في ملامح متكاملة ويعلن الفريق عن نفسه من جديد بعد هزّات طفيفة.. لكن كل هذا لم يحجب حجم النقائص التي تؤرق جماهير الترجي بداية من هشاشة دفاعية جعلت الشباك في متناول كل منافس، الى جانب استنزاف البنك بما يؤشر على نضوب الاحتياط قريبا، دون أن ننسى عدم اتضاح الرؤية بخصوص مستقبل ركائز الفريق،
كل هذا يحصل في ظرف حساس محليّا مع دخول البطولة منعطفها الأخير وظرف يبقى صعبا على الصعيد القاري.
كلها تساؤلات نقلناها للمدرب المساعد للترجي ماهر الكنزاري. فأجاب عنها في هذا الحوار:
بعد انقضاء الجولة العشرين من البطولة، هل بات فوز الترجي باللقب تحصيلا حاصلا؟
ـ البطولة لم تنته بعد، وهذا ما يفرضه المنطق، انقضى شوط كبير من السباق وفي الحسبان ست مباريات قد تحمل تقلبات عديدة والدليل أنّ مباراة القوافل لم تكن سهلة والانتصار تحقق بعد جهد كبير وهذا ما يعني أننا قد نواجه نفس الحجم من المتاعب في قادم الجولات.
مازال في حسابكم ست مباريات، منها تنقلان الى جرجيس والقيروان، أيّ هذه الاختبارات تراها الأصعب؟
ـ بداية بحساب فارق النقاط مازال ينتظرنا خمس مباريات فقط، ننتصر فيها جميعها ونخسر مباراة واحدة يمكننا الفوز باللقب دون الانتظار كثيرا، لكن بخصوص بقية المباريات نعتبرها جميعها مهمّة وسنكون أمام وضعيات خطيرة في بعض المقابلات لذلك علينا الحفاظ على نفس هذا المستوى من الجاهزية.
نفهم من كلامك أنّ مباراة «الدربي»، لن تحدّد هوية بطل هذا الموسم؟
ـ لن ننتظر مباراة الدربي لحسم أمر البطولة، وإذا ما تحدثنا عن مواجهة الافريقي في سباق صراع المراكز والنقاط نعتبرها مباراة عادية بكل المقاييس ونحن لا نفكر في الدربي في الوقت الحالي، لكن في المجمل تبقى مباراة لها طعمها الخاص بالنسبة للفريقين وبالنسبة للجماهير ويعلم الجميع أننا في الموسم الماضي خسرنا الدربي وفزنا بالبطولة في نهاية المطاف.
الملاحظة البارزة التي لفتت انتباه المتتبعين أن دفاع الترجي يقبل الأهداف في كل المباريات تقريبا، فهل يمكن أن نصف دفاعكم بالهش؟
ـ هي ليست هشاشة دفاعية، بل إنّ طريقة لعبنا هي التي تجعلنا نقبل الأهداف، فنحن نعتمد طريقة هجومية حيث يشارك المدافعون وخاصة الظهيرين في صنع الهجمة وهو ما يترك بعض الفراغات التي يستغلها المنافس وشخصيا أفضل أن نسجل في كل مباراة ثلاثة أو أربعة أهداف ونقبل هدفا ونحقق الانتصار على أن نسجل هدفا واحدا بشق الأنفس ونضمن الفوز في الوقت الضائع ونبقى دائما تحت ضغط الوقت والنتيجة ثم نتحدث عن الصلابة الدفاعية.
تحدثت عن نجاعة هجومية، ولكن ألا تعتقد أنّ مغادرة هنري بيان فوني أثر في أدائكم الهجومي في بعض الأحيان؟
ـ نعم، نعترف أن خروج هنري بيان فوني ترك فراغا كبيرا في الهجوم، فهو لاعب أساسي ويقوم بعمل كبير هجوميا ودفاعيا، لكن بالرغم من ذلك حافظنا على نجاعتنا الهجومية المعهودة ووجدنا الحل في أسماء مثل العياري ووجدي بوعزّى وهذا أمر طبيعي فهنري لم يكن ليبقى معنا الى الأبد.
في الوقت الحالي، من يقول الترجي، يقول يوسف المساكني، فهل صحيح أنّ نجاحات الفريق أصبحت مقترنة بإسم يوسف المساكني؟
ـ لا يمكن لأي فريق أن يتوقف أداؤه على لاعب واحد، يوسف المساكني لاعب ممتاز ، صاحب فنيات عالية ويوفر لنا حلولا كثيرة في العديد من المباريات، لكن ليس الى هذه الدرجة التي تحدثت عنها، وسبق أن لعبنا في غياب المساكني ولم يتأثر أداؤنا بتلك الدرجة ولعبنا في غياب مايكل والدراجي والقربي وغيرهم ولا يمكن أن نجزم في مثل هذه الأمور في الفرق الكبرى.
هل أن مردود الدّراجي في تراجع؟ وما السبب في ذلك؟
ـ مردود الدّراجي ليس في تراجع، بل الاصابة هي التي فرضت عليّ عدم التعويل عليه في عدد من المباريات، وحتى المردود الذي ظهر به في الجولات الأخيرة يأتي في اطار فترة فراغ يمرّ بها أي لاعب كبير ولا يمكن أن نحمّل الأمر أكثر من استطاعته لأن الدّراجي يبقى قيمة ثابتة.
من الانتقادات التي وجهت إليكم، هي استنزاف الرصيد البشري (بحكم الالتزامات) وبالتالي أصبح الترجي يفتقد لرصيد بشري في حجمه، فهل هذا صحيح؟
ـ الحديث عن استنزاف الرصيد البشري لا يجب أن نفهمه بهذه الطريقة لأننا كنا مجبرين على التصرف في مجموعة اللاعبين بحكم مشاركاتنا المتكرّرة، وبالتالي حافظنا على تماسك الفريق بصفة عامة ونملك بدلاء قادرين على صنع الفارق وعندما احتجناهم وجدناهم في أحسن الأحوال ونملك جيلا آخر من لاعبي الأواسط مثل ياسين الخنيسي بالاضافة الى أنّ عودة حمزة الباغولي ستمثل دعامة اضافية لنا.
على ذكر الباغولي، ألا تعتقد أنّ ما حصل معه يمكن أن يؤثر في مسيرته خاصة وأنه لاعب شاب؟
ـ المشاكل الشخصية التي حصلت مع الباغولي انتهت الآن، وأول شيء يجب أن يفعله هو نسيان ما حصل والعمل من أجل التدارك. لقد انطلق منذ بداية هذا الأسبوع في التمارين، وينتظره صيف صعب من العمل والجهد من أجل أن يسترجع مستواه المعهود، لكن المهم أنه يمتلك الفنيات اللازمة وهي المقوم الأساسي كي يتمكن اللاعب من التدارك.
الجميع تقريبا اشتكى من التحكيم في هذا الموسم، أي موقف للترجي من التحكيم؟
ـ عانينا من التحكيم كثيرا في هذا الموسم، وكان ضدنا في مباريات كثيرة أخيرا في مباراة القوافل حيث حرمنا الحكم من ضربة جزاء وورقة حمراء مستحقة ضد الفريق المنافس دون أن ننسى ما حصل في مباراة النجم.. الأمر لا يحتاج للكثير من الاجتهاد لمعرفة ما يحصل في الكواليس ومن وراء كل ما يحصل..
جماهير الترجي لم تطمئن بعد على فريقا في مسابقة دوري أبطال افريقيا، ماذا ينقص الترجي للفوز بهذا اللقب؟
ـ لا ينقصنا شيء في الوقت الحالي، نحن نتجه بثبات نحو دور المجموعات وهو هدفنا الأساسي في الوقت الحالي، ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نقوم ببعض الانتدابات قبل بداية دور المجموعات، وفي الوقت الحالي لم نحدّد بعد حاجياتنا وقائمة المغادرين لأن الموسم لم ينته بعد ونطمئن جماهيرنا أننا سنعمل كل ما في وسعنا من أجل تجهيز فريق قادر على المنافسة على الصعيد القاري.
القوى التقليدية تراجعت على الصعيد القاري على غرار الأهلي والزمالك.. مقابل تنامي فرق طموحة من افريقيا، أين يتموقع الترجي من كل هذا؟
ـ الأكيد أن فرق افريقيا السمراء في تحسن ملحوظ والقوى التقليدية تشهد بعض التراجع، لكن هذا لا يعني أننا في طريق مفتوح والدليل أنه من الممكن أن نصطدم بفريق المريخ السوداني في الدور المقبل ومن يتحدث عن تراجع الفرق التونسية هي لا تتعدى أن تكون زوبعة في فنجان لأن تعثر الفرق الكبرى أمر عادي ولدينا مثال على ذلك ما يحصل في مسابقة دوري أبطال أوروبا. نحن نعلم أننا إذا ما ترشحنا لدوري المجموعات سنواجه فرقا كبرى ونحن مستعدون لذلك وفي اعتقادي أننا لن نواجه فرقا ـ على الورق ـ أسهل من الفرق التي تواجدت في أدوار متقدمة في الموسم الماضي ما يعني أن لا شيء مضمون مسبقا في افريقيا حاليا.
الترجي سيكون مجبرا على التفريط في بعض اللاعبين بسبب انتهاء العقود أو عدم قدرة البعض الآخر عن الاضافة، لو توضح لنا وضعية بعض اللاعبين؟
ـ هناك بعض اللاعبين الذين منحناهم الفرصة لكنهم لم يقنعوا مثل اليوسفي والتايب وسننظر في وضعيتهم في آخر الموسم. أما بالنسبة لهاريسون أفول فهو باق معنا رغم كل ما قيل. وبالنسبة للاعبين الذين تنتهي عقودهم مثل مايكل والدربالي فهي أمور إدارية لكننا لسنا مستعدين للتفريط فيهما، فبالنسبة لمايكل سيتم تسوية الأمر معه قريبا، أما زياد الدربالي فيمكن أن أؤكد أنه باق معنا، وإذا ما نتحدث عن ركائز الفريق الأخرى مثل القربي والدراجي والمساكني وشمّام، فنحن لن نفرط في أيّ منهم، في نهاية الموسم لأن الفريق مقبل على تحدّيات كبرى.
متى يمكن أن نرى الكنزاري مدربا أولا لفريق ما، أم أنك تخشى من تولي هذا المنصب؟
ـ بالنسبة لي أعتقد أنّ الوقت مازال مبكرا للحديث عن إمكانية أن أتولى هذا المنصب لأن النجاح في هذا العالم يتطلب التأني والصبر وأنا لا أخشى من أن أكون الرجل الأول وقد سبق أن فعلت ذلك مع منتخب الأصاغر، لكن السبب هو أنني أولا مرتبط بعقد معنوي مع الترجي ونعمل لتحقيق مشروع واضح بدأت نتائجه تبرز بعد ثلاث سنوات فقط، ثم إنّ مصير المدرب التونسي يبقى رهين الصعود أو النزول أو الفوز بلقب وهذا ما لا يشجع على قبول التحدي في هذا الوقت، وعندما كان هدف الجامعة واضحا بإعداد منتخب الأصاغر سنة 2007، قبلت المهمة ونجحت فيها لذلك فإن الأمر بالنسبة لي يتحدّد بالطريقة التي ينظر بها الفريق للمدرب.
انتداب، يوسف المساكني وأسامة البوغانمي، جعل بعض جماهير البقلاوة تتهمّك بتخطيطك لاستقدام هذه الأسماء؟
ـ هذا ليس صحيحا ولم أكن أنا المسؤول عن هذه الانتدابات أو من هندس استقدام هذه الأسماء فقط أبديت رأيي في امكانياتهم الفنية وعملية انتقال المساكني ثم البوغانمي حدّدتها رغبة وليّي اللاعبين ولا دخل لماهر الكنزاري في ذلك، أنا ابن الملعب التونسي وفضل هذا الفريق كبير عليّ ولعبت للترجي وأعمل فيه الآن لذلك أحترم الفريقين وأحبهما.
الآن في ظل حالة التقهقر لمستوى الكرة التونسية كيف يمكن أن نصنع منتخبا آخر مثل منتخب الأصاغر سنة 2007؟
ـ المطلوب هو العمل وفق برنامج واضح، فعندما جهزنا ذلك المنتخب، كنا نعرف أنه علينا بلوغ ذلك الهدف في آخر المطاف، فسخّرنا كل الامكانيات لذلك، وعملنا بشكل متكامل وهو ليس انجاز ماهر الكنزاري فقط، بل بمساعدة المدير الفني بلحسن مالوش وجامعة توفر لك كل ما تطلبه والأكيد أنه في مثل هذه الظروف، سيكون النجاح حليفنا وعلينا التحلي بالصبر، قد تفشل التجربة في الموسم الأول ثم تنجح في الموسم الثاني و تبقى الاستمرارية ومواصلة العمل، العوامل الرئيسية للنجاح.
حوار: محمد الهمامي
0 commentaires

Enregistrer un commentaire

هل ترغب في التعليق؟

Nombre total de pages vues

Slideshow

compteur gratuit

الجديد

Blogger

مختارات

Followers

الأكثر مشاهدة