لطفي العبدلي لـ «الشروق»: لست فكاهيا «يعوج فمو» و«حوايجو مقطعة»
Posted by top_mozaique,
vendredi 30 avril 2010
,
in
الشؤون الثقافية
تونس ـ «الشروق»:
مسيرته التلفزية متنوعة، شارك في عدّة أعمال منها «عشقة وحكايات» و«صيد الريم» و«شوفلي حل» وفي السينما حقق نجاحا في «ماكينغ أوف» مع النوري بوزيد أما في المسرح فقد ضربت مسرحيته الجديدة «مايد اين تونيزيا» بقوة وأثارت الجدل. إنه لطفي العبدلي الذي جالسناه لنكشف كل المستور حول مسرحيته وتجاوزه للحدود وعدّة مواضيع أخرى فكان هذا الحوار الناري مع العبدلي الذي أجاب على كل الانتقادات».
ـ حسب رأيي هي صراحة ولا أرى أي وقاحة فأنا تحدثت وتطرقت لأشياء مسكوت عنها وأنا لم أغير شيئا بل صورت الواقع وهذا التصوير لواقعنا ليس وقاحة لأني لست أنا من يقوم بأعمال سيئة ومن المعروف أنه عند التطرق للمواضيع المحظورة ستجد شقين. شقا يساند حرية التعبير والرأي وشقا من أعداء الحرية يمكن أن يتهمنا بالوقاحة ولكن في نفس الوقت أنا أتفهم رأي من يعارضني لأن الانسان قد يصدم عندما تكشف صورته في المرآة ولكن دور الفنان هو مس المواضيع الحساسة والابتعاد عن السائد والمألوف لأن الجمهور يحب الجديد وعندما تأتي بالجديد يتهمونك بالوقاحة؟!
ولكن ألا تعتقد أن الممثل يجب أن يحترم المجتمع الذي فيه، العربي الاسلامي بما فيه من قيم وضوابط؟
ـ طبعا أنا أحترم المجتمع الذي يحترم نفسه ولست إلا جزءا من المجتمع ولكنني لست أستاذ تربية وطنية أو تربية اسلامية مع احترامي الشديد لهم ولست الضمير بل أنا فنان أضع اصبعي على المواضيع الحساسة والثالوث المحرم الدين والسياسة والجنس وأرتكز على هذا الثلاثي لخلق الضحكة والبسمة وكل المجتمعات لم تتقدم إلا بفنانيها وعلمائها ومفكريها. ففي ايطاليا ظهرت حركة فنية قوية أثرت على المسرح وهي حركة «كوميديا دي لارتي» وهي من أقوى حركات الكوميديا، ولكن روادها تعرضوا الى القتل والحرق والاضطهاد من سلطة الكنيسة ولكن الحركة صمدت وأصبحت من أكبر المدارس، فعندما تخوض في هذه المواضيع الجريئة ستصطدم بالصعوبات ولكن أنا سعيد أن هناك ديناميكية وحركية بنّاءة وثرية بسبب مسرحيتي والجدل عليها فأنا لست مهرجا ولا «منكتا» ولا فكاهيا لأنني فنان أكتب وأمثل وأتحدث عن المجتمع. ومسرحية «مايد اين تونيزيا» تعرض أمام شبابيك مغلقة في تونس وفي خارج تونس ومن الطبيعي أن يزعج نجاحي ونصي الهادف أعداء النجاح وحرية التعبير»!!
ألا ترى أنك تجاوزت حدودك تحت غطاء الحرية خاصة عند ظهورك في قناة «نسمةTV» وحديثك عن الملابس الداخلية للنساء؟
ـ تجاوزت الحدود، ليس تحت غطاء الحرية بل باسم الحرية وخضت في المسكوت عنه منذ الثمانينيات وخاطبت جمهور 2010. ما المانع أن أتحدث عن «السترينغ» و«الكلسيطة» و«مريول الخلعة»!! واليوم الناس متفهمون ومتفتحون فأنا قدمت عروضا في مختلف مناطق الجمهورية كقفصة وجربة وتحدثت عن كل المحظورات ووجدت المساندة والمشكل هو أن بعض العقليات المتخلفة والمتعصبة ترفض الحديث عن هذه المواضيع وأنا لست نادما على هذا السكاتش ولما وصلتني ردود أفعال من الناس أقنعتهم ثم «الناس آش عندها باستثاء سبان الفنانين والكوارجية»!!
ولكن هناك من يعتقد أن مسرحيتك مستوحاة من مسرحية الكوميدي الفرنسي «غاد المالح»؟
ـ ليس هناك أي فنان تونسي قام بشيء جديد ولم يتهموه بالسرقة!! هناك اختلاف بين مسرحيتي ومسرحية «غاد» فلما تحدثت عن العلب الليلية تحدثت عن مشاكل الشاب التونسي، فهل أن غاد الوحيد هو الذي تحدث عن العلب الليلية؟ وهل أن فرنسا فقط لها علب ليلية؟! أنا تطرقت لموضوع العلب الليلية لأنه حقا هناك اشكال مع حراس هذه العلب.. فهل يجب أن أصور «سلامية» حتى لا أشبه غاد!! نحن أيضا لنا مجتمع عصري وأنا أحترم غاد ولكنني لم أقلده لأنني تحدثت عن مشاكل التونسي.
ولكنك اعتبرت نفسك أفضل من غاد وقلت «نكور بيه كان جا في تونس»؟!
ـ أنا صرحت بهذا الكلام بأسلوب استفزازي ومثير وكنت أبحث عن الاثارة بأسلوب مرح ولكن كل ما في الأمر أن الناس أولت كلامي تأويلا سطحيا فلو فهموا ما أقصده لعذروني دعني أوضح لو كان غاد أو آل باتشينو أو أي نجم عالمي يقطن في تونس لخضع الى نفس ظروفنا الفنية التعيسة والصعبة. فكل النجوم «التوانسة» أصبحوا نجوما حقا لما سافرو الى الخارج مثل هند صبري وأحمد الحفيان وسامي بوعجيلة وطارق بن عمار وفريال قراجة وأنور براهم وصابر الرباعي!!
وأنا لا أنقص من قيمة بلادنا الجميلة ولكن الانتاج الفني محدود جدا!! فغاد هو نفسه لو جاء لتونس لخضع لنفس الظروف: مسلسل في العام وفيلم كل أربع سنوات ولو كنت بامكانياته في بلاده لكنت أشتغل كل يوم.. «هنا يسبوك وما تلقاش خدمة وتقعد بطال». فآل باتشينو لو جاء لتونس لكان «بطالا» وعاطلا ماذا سيشتغل؟! مسلسل في رمضان أو دور في مكتوب والأجر 5 ملايين في العام!! شارون ستون لو كانت تونسية لكانت تمتطي الحافلة الصفراء!! ولأسندوا لها دور «الخديمة»!! «شكونو اليوم الفنان إلي قاعد يعيش؟!» فنصف الفنانين في تونس وضعيتهم تعيسة لأنه ليس هناك سوق فنية. لا يمكن للممثل أن يعيش بدور في السنة كما لا يمكن للاعب كرة قدم أن يلعب مقابلة في السنة!!
فأنا لم أقارن بالشخص، بل قارنت بالوضع!!
ماهو ردك على تصريح نصر الدين بن مختار في موزاييك الذي تهجم فيه عليك بشدة؟
ـ «ما نجاوبش على المستويات هذه»!! وأنا وقتها ضحكت وقلت ملاّ مستوى!!».
ولكنك قلت أن نصرالدين مجرد «منكت»؟
ـ لم أقل إنه مجرد «منكت»، بل قلت إن نصر الدين «ينكت» ويقوم بذلك جيدا مع احترامي له وأنا قدمت رأيي بكل احترام وأكدت أنه «ينكت» والجمهور يحبه.
وأنا أحترم الناس الكبار فالأمين النهدي دائما أشكره وأؤكد على أنه قيمة ثابتة وشجعني كثيرا في التلفزة تحدث عني وفي المسرح صعد على الركح وقبلني وفي مهرجان الضحك كرمته وأنا لست مسؤولا «عن الناس إلّي تسبني!!».
ألا ترى أن برنامج «موزاييك شو» هو السبب في اشعال النار بين الفنانين وبث الخلافات؟
ـ نعم البرنامج «يشعل في النار كل يوم، فموزاييك شو ينطحوا فيه في الفنانين» وأنا لست الوحيد فصابر الرباعي «نطحوه» مع محمد الجبالي سنة كاملة. «موازييك شو رحبة متاع أكباش للنطيح»!!
هناك من اعتبر أن تقاسيم وجهك عنيفة وليست كوميدية؟
ـ أنا تابعت هذا الرأي مبثوثا على شاشة التلفزة في برنامج بلا مجاملة، أحدهم قال إن تقاسيم وجهي جدية وقارنني بممثل آخر أولا أعتقد أن هناك أنواع متعددة من الضحك، فهناك طريقة ومدرسة أثبتت افلاسها ونهايتها لأنها تعتمد على أساليب قديمة وبالية «كتعويج الفم والساقين والبدن» والحديث باللهجة الريفية والاعتماد على تقبيح صورة الممثل و«تحويل العينين» فغاد المالح وكافانا وميشال بوجناح وجمال دبوز ما «يعوجوش أفامهم» ويؤدون النص بجدية ولكن النص هو الذي يضحك.
«فالضمار» ليس أن «تعوج» فمك..«الضمار» في الفكرة ووجهة النظر والطرح وعمق القضايا وأنا لست عنيفا وحتى لو كنت عنيفا فإن الوضع والمشهد يستحق ذلك كما يمكن أن أكون رقيقا في مشهد آخر!! وأنا لست فكاهيا كي «أعوّج روحي» أنا أريد أن أظهر التونسي في صورة جميلة بعيدا عن القبح والجهل. فلماذا يصورون دائما التونسي في الأعمال على أنه قبيح وغير مثقف وفقير ويثير الشفقة وملابسه «مقطعة» هذه الصورة لا تشبه تونسي اليوم الذكي والجميل والعصري. وجهة النظر هي التي تضحك «موش يولي قرد على الركح ويضحكو عليه»!! مع احترامي للجميع.
وأنا أستغرب هذا الرأي في البرنامج الذي يضحكني حقا لأن البرنامج ينقد السينما ثم المسرح ثم محمد الجبالي ثم بوسي ثم الجعايبي ثم زواج لاعب كرة قدم ثم حفل ثم «طهور».. ليس هناك اختصاص فعلا، فلا يمكن خلط كل الميادين في واد واحد وإن الاخصائيون في كل ميدان؟! هناك من لا يفرق بين «الوان مان شو المسرحية» و«الساند آب والوان مان شو» وأطلب من بعض «النقاد» أن يسافروا الى الخارج ويروا التطورات المسرحية في الجيل الجديد من الفنانين.
هناك من رأى أنك أصبحت مغرورا متعاليا أكثر من «اللزوم»؟
ـ (باستغراب) «كيفاش مغرور»، مغرور عندما أعبر عن أحاسيسي وأقول أنا موجود ولست «مزمر» والفنان يريدونه في صورة المسكين الذي يثير الشفقة وليس له أفكار حتى يقولون أنه متواضع.
وأنا أحترم زملائي باستثناء البعض، من الزملاء لا أحترمهم، أحترم من يطوّر الفن ولا أحترم الدخلاء الذين أضروا بالميدان وأنا لست مغرورا والدليل أنني أمكث في نفس الحي مع «أولاد حومتي» وألتقي بالناس، على أي أساس أنا «دعوة»؟! فهل يجب أن أكون «مهنتل» حتى لا يقولوا «دعوة».
لماذا صرحت أن الممثل «البدين والسمين» لا ينجح في الوان مان شو؟
ـ لم أقل أن الممثل البدين لا ينجح ولكن «موش معقول» في المسرح بما يتطلبه من مجهود جسدي وفكري أن يكون الممثل بدين فهذا دليل على أنه لا يعمل... ليس هناك في المسارح الكبرى والفرق المسرحية الاوروبية ممثلا بدينا وحتى وإن كان سمينا في مدة سنتين سينقص وزنه لأنه كل يوم يشتغل كلاعب كرة القدم والراقص وإذا رأيت ممثلا سمينا فهذا يدل على أنه لا يتمرن ولا يشتغل فهل هناك لاعب كرة قدم بدين؟! أو لاعب كرة سلة؟! كذلك المسرح الذي هو كالرياضة يتطلب الحركة والنشاط فالمسرح تمرين يومي هذه هي العملية الصحيحة ولكن هنا «يكتبون المسرحيات في البار وكرشهم خارجة».
ولكن ألا تقصد بكلامك هذا بعض الزملاء في الكوميديا؟
ـ كل الممثلين البدناء «لاموني على أنني أتهكم عليهم» ولكن هذا غير صحيح لأنني أتكلم في المطلق!! ثم ان البعض اعترفوا لي أن الوزن أثر عليهم في العمل وأقلقهم بعضة لسانهم.
بالنسبة لزملائي هم أصدقائي كسفيان الشعري وجعفر الڤاسمي ورياض النهدي الذي أحبه كثيرا ويعجبني ضماره، وأنا من أكثر الممثلين الذين يدافعون عن فن الممثل ويطالبون بتحسين وضعية الممثل.
ما حقيقة خلافك مع النوري بوزيد؟
ـ ليس هناك خلاف بيني وبين النوري، البعض حاول القيام بمكيدة بيننا وكل ما في الامر أنني قلت النوري بوزيد «موشي عامل عليّ مزيّة» لأن «الفن» «ما يتخدمش» بالمزايا» ونحن في مرتبة أرقى من المزايا فنحن فنانون والمخرج بوزيد مخرج كبير أتعامل معه على مستوى الافكار والرؤى والفن ولكن ليس هناك مزية!!!
«فأنا ما عملتش مزية وهو ما عملش مزية» تحصلت على جوائز في افريقيا وفي فرنسا وفي الهند وفي أمريكا وفي ايطاليا وفي بلجيكا وفي دول عربية كجائزة أحسن ممثل، هذا المهم، هناك أناس «نوّروا» وجه تونس بالخارج.
هل أنصفتك السينما؟
ـ السينما أنصفتني لأنني اشتغلت في عدة أفلام تونسية وعالمية وأنا أشتغل حاليا على فيلم مع رضا الباهي الى جانب اشتغالي على فيلم كندي باللغة الفرنسية ألعب فيه دور البطولة ويعرض حاليا في كندا الى جانب فيلم فرنسي وانقليزي وإيطالي في أدوار معه وأنا أحاول ان اشتغل على مستوى عال.
والسينما أعطتني «قدر» والناس يحترمونني كثيرا في السينما في أي بلد أزوره.
هل هناك مَن ظلم لطفي العبدلي؟
ـ طبعا مثلما ظلمت أنا عدة أشخاص الحياة هكذا!! و«ما تتفرس إلا ما تتهرّس» المهنة ليست سهلة وتتطلب الصبر والقلب الكبير والتسامح وتجاوز المظالم.
ما هو رأيك في هذه الأسماء؟
ـ سفيان الشعري: هو أكبر نجم تلفزي في تونس وقام بأدوار «تونس كاملة» شاهدتها ولكن نقائصه أنه لم يشتغل كثيرا في المسرح والسينما والحمد لله انه نال فرصة الآن في فيلم مع رضا الباهي في دور مهم.
ـ الأمين النهدي: هو رمز الوان مان شو في تونس والأمين ابن الكاف وهو لا يتهكم على الريف مثلما يتهمونه بل ذلك مخزونه.
ـ رؤوف بن يغلان: تعجبني ثقافته وهو من الذين نجحوا في الوان مان شو ولكن انتاجه قليل.
ـ رياض النهدي: «ضامر ياسر وعندو برشة طاقات لكن أحيانا يستسهل العملية المسرحية لأني أحس» «أنو ما يخدمش برشة» لكن رياض في ذاته ممثل ممتاز وهو من الذين أبهروني خاصة مع الأمين في بداياته.
ـ جعفر القاسمي: «خدام وضامر».
ـ ريم الزريبي: ريم الزريبي ناجحة ولكن الوان مان شو الذي قدمته لم يأخذ حظه جماهيريا لنقص الدعاية وريم ممثلة جيدة و«شكون ما تفرجش في ريم في فترة من الفترات»!!
ماذا عن جديدك؟
ـ لي فيلمان تونسيان واحد مع رضا الباهي والآخر مع معز كمون. لي فيلم كندي كبير يعرض في كندا وفرنسا الى جانب إعدادي لبالي اسمه «يجب ان اتوقف عن الرقص» مدة 25 دقيقة وأغنية فرنسية مع مطرب غربي معروف اسمه «الرد».
اما في التلفزة «فخلي الناس تتوحشني» لا أريد ان أظهر باستمرار بما أني موجود في المسرح والسينما ولا أريد ان أكون «كبريكة» رمضان «يلطخوني» مع «الشربة».
حاوره: عزيز بن جميع
Vous aimerez peut-être: الشؤون الثقافية
0
commentaires
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)